من إشارات العارفين في مقامات التوحيد - سيدي روزبهان البقلي

قال سيدي روزبهان البقلي في لوامع التوحيد:

القبض للموحد من رؤية مشاهدة عظمة الحق في قلبه، وهذا من أول الاصطلام وبداية المحق. وليس في مقام التوحيد أشد مقاما من مقام القبض، لأن في القبض ذوب الأرواح من حدة قدس الصفة، وحبس الأشباح في سجن الهيبة.

وأما البسط فيكون في الموحد من وجدان القلب مشاهدة قدس القدس بنعت التربية، وعرفان الروح مشاهدة أنس الأنس بنعت الوصلة. وهذا مقام الأنس للأرواح القدسية ، وهو أول درجة الدنو.

وأما السكر فيكون في الموحّد من اطلاع روحه على مشاهدة جمال ذات الحق سبحانه وتعالى بوصف حلاوة المحبة ونعت الحيرة. وهذا أيضاً من أنس الروح بجلال الديمومية، وهو عقبة من سر الأنانية وحقيقة الوحدانية.

وأما الصحو : فيكون للموحد من بلوغه عين الجمع، وادراكه حقيقة عين العين بعين العين. وهذا من مقام التوحيد حقيقة محو العبودية في الربوبية واستيلاء الربوبية على العبودية، والخروج من رسم الربوبية والعبودية بنعت سكون روح الروح في العشق لإدراك سر السر.

وأما الفناء : فيكون في الموحد من رؤية العز السرمدي والكبرياء الأبدي واستغراق السر في بحر أنوار الهوية وسبحات صفات الصمدية. وهذا من مطالعة الروح حقيقة وجود الحق - جل سلطانه

وأما البقاء فيكون في الموحد من دخوله في غيب غيب سر سر معرفة حقيقة الذات وعجائب الصفات بنعت خروجه من براهين شواهد الربوبية ورسوم الحدوثية.

وأما عين التوحيد فيكون في الموحد من غيبة الروح في ضباب العظمة وفقدانها صفة الحدث من استيلاء نور القدم على سر السر ورؤيتها صرف الوحدانية في مرآة الإنسانية بعين الحق إلى الحق. وهذا سر التوحيد: مسحة من نور الأحدية في عين سر الروح المقدسة، وبها ترى عين الجمع وصرف المعرفة ومحو الصفة في الصفة والذات في الذات.