قال الشيخ محمد قاسم زاده الخلوتي، خليفة سيدي نيازي المصري: (مترجم عن التركية)
إذا أردت رؤية جمال الحق أيها السالك، تخلى عن العالم
اترك الجهات الست حتى يظهر لك وجه الذات
واعلم أن ذات الباري منزهة عن الجهات الست، إلا أنك
إذا نظرت بعين البصيرة، فستجد الجهات الست كافة ممتلئة بتجلي الحق
ما لم تكن منكراً لرؤية وجه الحق تعالى
افتح عينيك وانظر: الذات تتجلى في جميع الأشياء
تجد كل الممكنات مرايا للحق تعالى
إذا ذقت السر، فعند الذوق تجد الحل لجميع المشكلات
انظر: كثرة الممكنات إنما هي عين الوحدة
إنما هي عين بحر الذات، فافهم من هذا البحر أمواج الصفات
من لم يعرف سر الله في هذا العالم تمضي حياته هباءً
ويبقى في الحيرة، إذ لا نجاة إلا بمعرفة هذا السر
وحتى ولو قرأ الزاهد ألف كتاب فلن يحصل على التحقيق
ما لم يغير حال قلبه حتى تنكشف له الحقائق منه
سيبقى حاله حال الشيطان الرجيم: الجهل بسر كلام الله
إذ لا يفقه السر إلا طائر الروح، لا كلب النفس
ولن يكون الجهد إلا عبثاً من دون عناية الله تعالى
وأما المنكر فلن يصله من هذا الأمر شيء، ولو جئته بألف دليل
ومن كتب له الشقاء في يوم الأزل عند خلق الخلق
لن يهتدي، ولن تفيده لا كرامة ولا معجزة
ومن جعل الله حديقة قلبه جافة ومجدبة
فلن يرويها لا النيل ولا جيحون ولا الفرات
أنا أكتب كلمات الحقائق بقلم الروح على لوح القلب
فأي حاجة لي بالقلم والدواة؟
وقال أيضاً:
تعال إذا أردت أن تعرف ذات الحق أيها العاشق
تعال إلى صحبة أهل العرفان، تعال وقد محوت صفاتك
اخدم العارف الكامل، فهو خضر الوقت
وجاوز ظلمة الطبيعة حتى تجد ماء الحياة
تعال واكسب المعرفة في مجلس المحققين
وحين تصل إلى عين اليقين، ستحل جميع مشاكلك
حصّل سر "موتوا قبل أن تموتوا" ثم امض قدماً
واجعل جسمك روحاً حتى تحصل على الحياة الباقية
وكل من أمات نفسه بالموت الاختياري
ينال من الاسم الحي حياة الأبد، فلا موت له
واعلم أن قلب المؤمن بيت الله أيها المتقي
وإذا دخلت ذلك البيت، يصبح كل يوم لك عيداً، وكل ليلة لك ليلة قدر
ولتحصل على كل ما تريد من بيت القلب
ولتقرأ فيه آية "إنا فتحنا"، فأنت ذلك الفتح المبين
فلتدخل إلى مدينة القلب، ولتجد فيها المعشوق
ولتمح كل الغيرية حتى يظهر لك وجه الذات